کد مطلب:239532 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:138

و المأمون نفسه یستنکر ذلک
و من جهة ثالثة.. فقد كفانا المأمون نفسه مؤونة الحدیث عن دور الفضل بن سهل فی هذه القضیة .. و لا شك أن «عند جهینة الخبر الیقین » .

فقد قدمنا فی الفصل السابق : أن الریان بن الصلت - و كان من رجال الحسن بن سهل [1] !! - عندما رأی أن القواد و العامة قد أكثروا فی بیعة الرضا، و أنهم یقولون : « ان هذا من تدبیر الفضل » .. قال للمأمون ذلك، فأجابه المأمون : « .. ویحك یا ریان !! أیجسر أحد أن یجی ء الی خلیفة قد استقامت له الرعیة، و القواد، و استوت الخلافة، فیقول



[ صفحه 268]



له : ادفع الخلافة من یدك الی غیرك؟! أیجوز هذا فی العقل ؟!! .. الخ»

لا .. أبدا .. لا یمكن أن نتصور، و لا یجوز فی العقل : أن یأتی وزیر ملك الیه، و یطلب منه التنازل عن عرشه، و یسلمه الی رجل غریب، و هو یعلم أن ذلك الملك ، قد قتل أخاه، و غیره، و هدم البلاد، و أهلك العباد، من أجل ذلك العرش .. هذا مع علمه أنه سوف لا یكون له هو فی دولة ذلك الرجل الجدید الغریب، أی شأن، أو دور یذكر . أو علی الأقل لن یكون له من النفوذ، و السلطة و الطول ، ما كان له مع ذلك الملك الأول . بل سوف یكون كأی فرد عادی آخر، محكوما لا حاكما، بكل ما لهذه الكلمة من معنی .. اللهم الا أن یكون قد تآمر مع ذلك الملك الأول، لتنفیذ خطة معینة، قد رسماها معا من قبل، و عملا علی أن تكون الامور فی نهایة الأمر فی صالحهما، و من أجل تعزیز نفوذهما و سلطتهما ..


[1] صرح بأنه من رجاله في كتاب : البحار ج 49 ص 133، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 149.